القائمة الرئيسية

الصفحات

العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الشخصية الحدية

أولئك المصابين باضطراب الشخصية الحدية (BPD)، من المحتمل أن يشعروا تقلبات مستديمة بسبب مشاعرهم المتقلبة أو علاقاتهم غير المستقرة وكذلك بسبب الشعور المتردد بحقيقة الهوية. فمثلا بالنسبة لصاحب الشخصية الحدية ستتحول صورته الذاتية وأهدافه وما كان يروق له أو سبق وأبغضه بشكل متكرر إلى درجة توصف بالارتباك وعدم الوضوح.

الهدف الرئيسي من العلاج السلوكي المعرفي هو تعليم الفراد كيفية التغلب على البيئة المحبطة، وحساسيات الرفض المفرطة. ويركز العلاج المعرفي السلوكي على مجموعة مشاكل أساسية في الشخصية الحدية هي:

  1. التفكير الملح الفوضوي
  2. سوء التأقلم مع الانفعال
  3. سوء العلاقات مع الآخرين


هناك افتراض رئيسي في العلاج المعرفي السلوكي يرى أن سلوكيات تدمير الذات هي وسائل تأقلم متعلمة للتعايش مع الانفعالات السلبية الشديدة غير المحتملة كالخزي والشعور بالذنب والخوف والغضب هي جزء طبيعي من الحياة.

لكن الاشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يميلون لأن يحملوا انفعالات سلبية شديدةً جدًا ومتكررة وفي بعض الأحيان، وربما تكون الصدمة الانفعالية أو الجسمية الحادة هي التي تسبب تغيرات في المخ تجعل المرء أكثر عرضة للتأثر بحالات الإنفعال الشديدة

عندما يكون الشخص في خضم عواطف مُستهلِكة لن يستطيع التفكير بشكل سليم أو الهدوء وحتى من الممكن أن يقول أشياء مؤذية أو يتصرف بطرق خطيرة أو غير مناسبة تجعله يشعر بالذنب أو الخجل بعد ذلك.

مثل هذا التأثير يمكن وصفه على أنه سلسلة مغلقة مؤلمة يعتقد الشخص باستحالة الهروب منها. رغم عدم حقيقة هكذا اعتقاد، توجد علاجات فعالة لاضطراب الشخصية الحدية ومهارات التأقلم الحياتية التي يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن والعودة إلى السيطرة على الأفكار والمشاعر والسلوك.

صفات الشخصية الحدية


على الرغم من وجود بعض الصفات للشخصية الحدية، لكن بالطبع، أنت بحاجة إلى متخصص في الصحة العقلية لإجراء تشخيص رسمي، حيث يمكن بسهولة الخلط بين اضطراب الشخصية الحدية ومشاكل أخرى. من الممكن أن نرى مجموعة من الصفات أو طرق التفكير غير المنطقية في اضطراب الشخصية الحدية ومنها:

  1. الشعور بالفراغ كثيرًا.
  2. تبدل متسارع للمشاعر على هيئة الشعور بالحزن الشديد والغضب والقلق.
  3. الخوف من تخلي الأشخاص عنه الذين أهتم بهم مسبقًا.
  4. تعد العلاقات الغرامية غير مستقرة.
  5. الشعور تجاه الأشخاص في حياة المريض يمكن أن تتحول بشكل كبير من لحظة إلى أخرى.
  6. القيام بأمور خطيرة أو غير صحية كالقيادة بتهور أو ممارسة الجنس غير الآمن أو شرب الخمر أو تعاطي المخدرات.
  7. الإنخراط في سلوكيات إيذاء النفس مثل افتعال الجروح أو التهديد بالانتحار.

أعراض الشخصية الحدية


تنشأ أعراض اضطراب الشخصية الحدية (BPD) بعدة صور مختلفة وتكون الأعراض طويلة الأمد (تبدأ عادةً في مرحلة المراهقة) وتؤثر على العديد من مجالات الحياة. يعتمد التشخيص على تجميع الأعراض في تسع فئات رئيسية. ثم لكي يتم تشخيصك باضطراب الشخصية الحدية، يجب أن تظهر عليك علامات خمسة على الأقل من هذه الأعراض.

الخوف من الهجر: غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالرعب من التخلي عنهم أو تركهم بمفردهم. حتى شيء غير ضار مثل وصول أحد أفراد أسرته إلى المنزل في وقت متأخر من العمل قد يثير خوفًا شديدًا.

عدم استقرار العلاقات: يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية إلى إقامة علاقات قوية وقصيرة الأمد. كأن يقع في الحب بسرعة باعتبار كل شخص جديد شخص سيجعله تشعر بالراحة، ثم يصاب بخيبة أمل سريعًا.صاحب الشخصية الحدية سيؤدي تقلبات السريعة من المثالية إلى التقليل من القيمة والغضب والكراهية في حق الشخص الآخر.

تقلبات تقدير الذات: الإحساس بالذات يكون عادةً غير مستقر. في بعض الأحيان قد تشعر بالرضا بالنفس والراحة وأحيان أخرى قد تكره نفسك، فلا فكرة واضحة عن هويتك أو ما تريده في الحياة توجد. مريض الشخصية الحدية سيقوم في كثير من الأحيان بتغيير الوظائف أو الأصدقاء أو العشاق أو الدين أو القيم أو الأهداف أو حتى الهوية الجنسية.

سلوك اندفاعي ومؤذي للنفس: الإنخراط في سلوكيات ضارة تبحث عن تحقيق المتع خاصة عندما يكون المريض منزعجًا. هذه السلوكيات قد تشمل انفاق المال الذي لا يمكنك رده أو الإفراط في الأكل أو القيادة بتهور أو السرقة أو الزنا أو الإفراط في تعاطي المخدرات أو الكحول. تساعد هذه السلوكيات على الشعور بالتحسن مؤقتًا ثم تؤذي المريض ومن حوله على المدى الطويل.

السلوك الانتحاري وإيذاء النفس: يشيع ذلك في المصابين باضطراب الشخصية الحدية، سواء التفكير في الانتحار أو القيام بإيماءات أو تهديدات انتحارية أو القيام فعليًا بمحاولة الانتحار. ويشمل إيذاء النفس جميع المحاولات الأخرى لإيذاء نفسك دون نية انتحارية، مثل القطع والحرق.

تقلبات شعورية شديدة: العواطف والحالات المزاجية غير المستقرة تشيع في اضطراب الشخصية الحدية. فقد يشعر المريض بالسعادة لبعض الوقت ثم بعده قد يشعر باليأس. الأشياء الصغيرة التي يتجاهلها الآخرون يمكن أن تدفعه إلى حالة من الانهيار العاطفي.

مشاعر بالخواء: غالبًا ما يصف مريض اضطراب الشخصية الحدية نفسه بأنه يشعر بالخواء، كما لو كان هناك فجوة بداخله. وكلما زاد ذلك الإحساس عنده سيصفه بأنه يشعر بأنه "لا شيء" أو "بدون قيمة". بسبب استمرار الشعور الغير مريح قد يحاول ملء الفراغ بأشياء مثل المخدرات أو الطعام أو الجنس. لكن لا شيء سيشعره بالرضا حقًا.

غضب محتدم: إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية، فقد تعاني من الغضب الشديد والخُلُق الضيق. قد تواجه أيضًا مشكلة في التحكم في نفسك بمجرد الاستحثاث، قد يقوم المريض بأفعل مثل الصراخ أو رمي الأشياء أو الانهيار التام للغضب. من المهم أن نلاحظ أن هذا الغضب لا يتم توجيهه دائمًا إلى الخارج. قد تقضي الكثير من الوقت في الشعور بالغضب من نفسك.

الشعور بالريبة أو عدم الاتصال بالواقع: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من جنون العظمة أو الأفكار المتشككة بدوافع الآخرين. عندما يكونون تحت الضغط يمكن أن يشعروا أنهم فقدوا الاتصال بالواقع والضبابية أو التباعد أو كما لو كنت خارج جسمك.

الاضطرابات المشتركة التي تحدث


نادرًا ما يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية منفردًا، مما يعني أن تشمل الاضطرابات المتزامنة الشائعة ما يلي:


عندما يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية بنجاح، غالبًا ما تتحسن الاضطرابات الأخرى أيضًا. لكن العكس ليس صحيحًا دائمًا. على سبيل المثال، يمكن علاج أعراض الاكتئاب بنجاح مع استمرار اضطراب الشخصية الحدية.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية


  1. يعتقد معظم المتخصصين في الصحة العقلية أن اضطراب الشخصية الحدية (BPD) ناتج عن مجموعة من العوامل البيولوجية الموروثة أو الداخلية والعوامل البيئية الخارجية ، مثل التجارب المؤلمة في الطفولة.
  2. هناك العديد من الأشياء المعقدة التي تحدث في دماغ المصابين باضطراب الشخصية الحدية، ولا يزال الباحثون يفككون ما يعنيه كل هذا. ولكن في الأساس، إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية ستشعر الأشياء بالخوف والتوتر أكثر مما تشعر به للآخرين. في حالة التهيج تكون التصرفات مثل الغضب والعراك عنيفة وشبيهة بغرائز البقاء
  3. في كل مرة تمارس فيها استجابة تأقلم جديدة أو أسلوب مهدئ ذاتيًا، فإنك تنشئ مسارات عصبية جديدة. مما يعطي لبعض العلاجات مثل التأمل اليقظ إمكانية تغيير الدماغ، ومع الملازمة تصبح هذه المسارات أقوى وأكثر تلقائية.

العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الشخصية الحدية


هناك دراسات تقيس فائدة مناهج العلاج النفسي في علاج اضطراب الشخصية الحدية ولكن الحذر مطلوب في تفسير النتائج بسبب نقاط الضعف المنهجية في هذه الدراسات.

العلاج السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي هما نوعان من العلاج يعتمدان بقوة على نتائج الدراسات. يقدم نوعي العلاج مجموعة من الأساليب تساعد في تحقيق تغييرات أو أهداف محددة في المرضى.

قد تتضمن التغييرات أو الأهداف ما يلي:

  1. تعديل السلوك: مثل تقليل التدخين أقل أو أن يكون المريض أكثر انفتاحًا في حياته
  2. تعديل الشعور: مثل مساعدة الشخص على أن يكون أقل خوفًا أو اكتئابًا أو قلقًا
  3. تعديل الأفكار: مثل تعلم حل المشكلات أو التخلص من الأفكار المهازمة للذات
  4. طرق للتعامل مع المشكلات الجسدية أو الطبية: مثل تخفيف آلام الظهر أو مساعدة الشخص على الالتزام باقتراحات الطبيب.

عادة ما يركز المعالجون السلوكيون والمعالجون السلوك المعرفي أكثر على الوضع الحالي وحله ، بدلاً من الماضي. يركزون على آراء الشخص ومعتقداته حول حياته، وليس على سمات الشخصية.

يعالج معالجو السلوك ومعالجو السلوك المعرفي الأفراد والآباء والأطفال والأزواج والعائلات. إن استبدال طرق العيش التي لا تعمل بشكل جيد بأساليب العيش التي تعمل ، وإعطاء الناس مزيدًا من التحكم في حياتهم ، هي أهداف شائعة للسلوك والعلاج السلوكي المعرفي.

اضطراب الشخصية الحدية قابل للعلاج. في الحقيقة، التحسن على المدى الطويل لاضطراب الشخصية الحدية هو أفضل من التحسن الحاصل للاكتئاب واضطراب ثنائي القطب على المدى الطويل. لكن العلاج هنا يتطلب نهجا متخصصا. باستخدام العلاجات والدعم المناسبين معظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يتحسنوا بالفعل بسرعة إلى حد ما.

نهج العلاج هو عبارة عن كسر أنماط التفكير والشعور والتصرف الغير منطقي الذي يسبب للمريض الضيق. إنه ليس من السهل تغيير العادات بمعنى أن اختيار كسر خيوط الأفكار ثم التفكير ثم التصرف بطرق جديدة سيشعر المريض أنه غير طبيعي وغير مريح في البداية. ولكن مع مرور الوقت سيشكل عادات جديدة تساعدك في الحفاظ على توازنك العاطفي والبقاء مسيطرًا.
تقسيم الموضوع كالتالي